علاج العقم

علاج العقم: طرق العلاج والتكاليف

فهم السبب هو أول خطوة في العلاج، ولهذا من الضروري أن يخضع الزوجان لفحوصات شاملة قبل اتخاذ أي خطوة علاجية. وكل تأخير في بدء الفحوصات قد يُضيّع فرصًا ثمينة للنجاح، حيث تنخفض الخصوبة مع تقدمنا في العمر.

تتوفر العديد من خيارات العلاج حسب عمرك، وسبب العقم، ومدة محاولتك للحمل، وتفضيلاتك الشخصية. أحيانًا، يحتاج شخص واحد إلى العلاج، وفي أحيان أخرى، يشمل العلاج كلا الشريكين.

علاج العقم عند النساء

تتحمل المرأة الجانب الأكبر من الإجراءات الطبية، وهذا ما يجعل رحلتها في علاج العقم تحديًا عاطفيًا وجسديًا. تشمل علاجات العقم عند النساء أدوية تنشيط التبويض مثل الكلوميد والإبر الهرمونية، التي تُحفّز المبايض على إنتاج البويضات. كما تُستخدم الجراحات البسيطة في بعض الأحيان، مثل تنظير البطن لإزالة تكيسات أو علاج بطانة الرحم المهاجرة.

في الحالات الأكثر تعقيدًا، يُنصح بالتلقيح داخل الرحم (IUI) أو أطفال الأنابيب (IVF)، خاصة عند وجود انسداد في الأنابيب أو تقدم في العمر.

علاج العقم عند الرجال

يعتقد الكثير من الرجال أن مشكلة العقم ترتبط بالنساء فقط، بينما الحقيقة أن العقم يمكن أن يصيب كلاً من الرجال والنساء، بنسب متقاربة. تتراوح الأسباب بين ضعف عدد أو حركة الحيوانات المنوية، وجود دوالي الخصية، التهابات، أو اضطرابات هرمونية.

يبدأ علاج العقم عند الرجال بتحليل السائل المنوي، وإذا وُجدت مشاكل، توصف مضادات حيوية أو مكملات لتحسين جودة الحيوانات المنوية. في بعض الحالات، تُجرى جراحات بسيطة مثل عملية دوالي الخصية، أو يُستخدم الحقن المجهري لاختيار أفضل حيوان منوي لتخصيب البويضة. لا يجب أن يشعر الرجل بالحرج أو النقص، بل عليه أن يكون شريكًا فعّالًا في رحلة العلاج.

أنواع علاجات العقم: من الأبسط إلى الأكثر تعقيدًا

الفكرة المهمة هنا أن كل حالة لها علاج يناسبها، لذا من الضروري جدًا المتابعة مع طبيب مختص، لأن العلاج العشوائي قد يُهدد فرص الحمل بدلًا من أن يساعد. تشمل أهم طرق العلاج ما يلي: 

علاج العقم بالأدوية:

تشمل أدوية الخصوبة الشائعة ما يلي:

كلوميفين: هو دواء يُستخدم لتحفيز الإباضة لدى النساء، خاصة المصابات بتكيس المبايض، ويُساعد أيضًا الرجال على زيادة هرمون التستوستيرون وتحسين الخصوبة عن طريق تحفيز هرموني FSH وLH.

ليتروزول: رغم أنه مصمم لعلاج سرطان الثدي، إلا أنه يُستخدم بفعالية في علاج العقم لدى النساء. كما يُفيد بعض الرجال المصابين بالعقم من خلال تحسين جودة الحيوانات المنوية ومستويات الهرمونات.

الأدوية الهرمونية القابلة للحقن: تُستخدم هرمونات الخصوبة لتحفيز المبيض والخصية، تشمل أنواعها HCG وHMG، و FSH وLH. وتُعطي نتائج جيدة، إذا فشلت الأدوية الأخرى.

ميتفورمين: مُفيد بشكل خاص للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS).

علاج العقم بالجراحة:

 بالنسبة للرجال، قد تُسبب بعض الحالات مثل انسداد القنوات الناقلة للحيوانات المنوية أو الإصابة بدوالي الخصية ضعفًا في الخصوبة. وهنا يمكن للتدخل الجراحي أن يُحدث فرقًا كبيرًا، سواء من خلال إزالة الانسدادات أو علاج الدوالي لتحسين تدفق الحيوانات المنوية وجودتها. وفي الحالات التي لا تظهر فيها الحيوانات المنوية في السائل المنوي، يمكن للطبيب سحبها مباشرة من الخصيتين باستخدام تقنيات دقيقة.

أما عند النساء، فقد تعيق بعض المشاكل الهيكلية في الجهاز التناسلي فرصة الحمل، مثل انسداد قنوات فالوب، أو وجود أورام ليفية في الرحم، أو التصاقات في الحوض. في هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى جراحات متقدمة مثل تنظير البطن، التي تتيح للطبيب إزالة الانسدادات أو الأورام، وتصحيح التشوهات بدقة ودون الحاجة إلى فتح البطن بالكامل.

تقنیات الانجاب المساعدة: 

عندما لا تؤدي الوسائل التقليدية أو العلاجات الدوائية إلى حدوث الحمل، يلجأ الأطباء إلى تقنيات متطورة تُعرف بتقنيات المساعدة على الإنجاب. هذه الوسائل تمنح العديد من الأزواج فرصة حقيقية لتحقيق حلم الأمومة والأبوة.

التلقيح داخل الرحم (IUI): في هذه الطريقة، يتم تنقية الحيوانات المنوية وتركيزها، ثم تُحقن مباشرة داخل رحم المرأة أثناء فترة التبويض. تُستخدم هذه التقنية غالبًا إذا كان هناك خلل بسيط في الحيوانات المنوية أو اضطرابات خفيفة في التبويض.

الإخصاب في المختبر (IVF): وهي من أشهر تقنيات علاج العقم، حيث يتم تنشيط المبايض لسحب عدد من البويضات، ثم تخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر. بعد ذلك، تُنقل الأجنة التي تبدأ بالنمو إلى رحم المرأة. تُستخدم هذه الطريقة في حالات العقم المعقدة.

الحقن المجهري (ICSI): يُعد من الخيارات الدقيقة والمتقدمة، خاصة في حال وجود ضعف شديد في الحيوانات المنوية. حيث يتم اختيار حيوان منوي واحد وحقنه مباشرة داخل البويضة. تُستخدم هذه التقنية عندما لا ينجح الإخصاب التقليدي أو تكون نوعية الحيوانات المنوية ضعيفة جدًا.

مشاركة طرف ثالث:

ستخدم هذه الحلول غالبًا في حالات العقم الشديد لدى أحد الزوجين، أو في حال وجود أمراض وراثية معقدة.

تبرع البويضات: في حالات ضعف مخزون المبيض أو عندما تكون البويضات غير صالحة للتخصيب، يتم اللجوء إلى بويضات متبرعة تكون شابة وصحية. تُخصب هذه البويضة بحيوان منوي للزوج في المختبر، وبعد نجاح التخصيب، يتم نقل الجنين إلى رحم الزوجة.

تبرع الحيوانات المنوية: إذا كان الرجل يعاني من غياب الحيوانات المنوية أو وجود خلل وراثي يمنع استخدام سائله المنوي، يُمكن استخدام حيوانات منوية من متبرع وفقًا لمعايير طبية دقيقة، ويتم تخصيب البويضة لإتمام الحمل.

الأجنة المُتبرع بها: في بعض الأحيان، يتبرع أزواج بأجنّتهم الفائضة التي لم تُستخدم في دورات أطفال الأنابيب، وتُمنح لأزواج آخرين لا يمكنهم إنجاب أطفال باستخدام خلاياهم الخاصة. إنها فرصة ذهبية لعائلات فقدت الأمل في الإنجاب الطبيعي.

الأم البديلة (الرحم المستأجر): في حالات خاصة حيث لا تستطيع المرأة حمل الجنين لأسباب طبية، يمکن زرعه في رحم امرأة أخرى لتحمله حتى موعد الولادة. لا تكون للأم البديلة صلة وراثية بالطفل، بل تقتصر مهمتها على حمل الجنين ورعايته داخل رحمها.

كم يستغرق علاج العقم؟

تختلف المدة من حالة لأخرى. قد ينجح بعض الأزواج في الحمل خلال ثلاثة أشهر من بدء العلاج، و قد يحتاج البعض الآخرإلى سنة أو أكثر. يعود السبب إلى عوامل كثيرة: نوع العلاج، واستجابة الجسم، وعمر المرأة، ووجود أمراض مرافقة.

مثلًا تستغرق دورة واحدة من أطفال الأنابيب حوالي 4-6 أسابيع، لكن أحيانًا يحتاج الزوجان إلى أكثر من دورة واحدة لتحقيق الحمل. المهم هنا هو التحلي بالصبر وعدم الاستسلام، فالعلاج رحلة وليس سباقًا. كما أن الحالة النفسية الجيدة لها دور في تحسين فرص النجاح، فلا تهملي صحتك العاطفية خلال هذه الفترة.

نسبة نجاح علاج العقم

نظرًا لتعدد خيارات العلاج، وتفاوت معدل نجاح كل خيار تبعًا لعوامل مثل عمر المريضة وحالتها الصحية، فقد يصعب الحصول على معلومات حول مدى نجاح الإجراء. 

بشكل عام، ينخفض ​​معدل نجاح العلاج مع تقدم المرأة في السن، وخاصة بعد منتصف الثلاثينيات. ويعود جزء من هذا الخطر على الأقل إلى انخفاض مخزون المبيض، بالإضافة إلى زيادة التشوهات الكروموسومية في البويضات.

يوضح الرسم البياني أدناه متوسط ​​معدلات النجاح الوطنية لعلاجات الخصوبة التي أُجريت عام 2013، مُصنفة حسب الفئة العمرية. تشمل هذه البيانات أنواعًا عديدة من علاجات الخصوبة، بما في ذلك تحفيز البويضات، والتخصيب في المختبر، والحقن المجهري، والتشخيص الجيني قبل الزرع (PGD).

 

حسب العمر	نسبة الحمل	الولادة الناجحة
أقل من 35	46%	40%
35-37	38%	31%
38-40	28%	21%
41-42	18%	11%
43-44	10%	5%
فوق 44	4%	1.6%

تكلفة علاج العقم

قد يكون من الصعب الحصول على تقدير دقيق لمتوسط ​​تكاليف علاجات الخصوبة المختلفة، إذ تتفاوت التكاليف بشكل كبير من عيادة لأخرى، وتعتمد على العلاج المطلوب، وموقع العيادة، والعديد من العوامل الأخرى. بشكل عام، يمكن أن تشمل تكاليف العلاج ما يلي:

• تكاليف الزيارات
• تكاليف الفحوصات
• منظار الرحم، منظار البطن
• التلقيح داخل الرحم
• التخصيب في المختبر
• خزعة الخصية
• الفحوصات الوراثية
• تجميد الأجنة

مخاطر علاج العقم

رغم أن العلاجات آمنة بشكل عام، إلا أن لها بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل:

• انتفاخ البطن، آلام خفيفة، أو تقلبات مزاجية بسبب الأدوية.
• متلازمة فرط تنشيط المبيض (OHSS) في حالات نادرة.
• حمل متعدد (توأم أو أكثر) مما قد يزيد من مخاطر الحمل.
• آثار نفسية نتيجة التوتر والانتظار.

لكن باتباع تعليمات الطبيب، والمراقبة الدورية، يمكن تقليل هذه المخاطر إلى أدنى حد.

كلمة أخيرة 

قد تكون رحلة علاج العقم طويلة ومليئة بالتحديات، لكنها أيضًا رحلة أمل وإصرار. لا تفقدي الأمل، فالعلم في تقدم مستمر، والقصص الواقعية حول نساء أنجبن بعد سنوات من المحاولات كثيرة.

كوني قوية، واطلبي الدعم من زوجكِ وأسرتكِ، واختاري طبيبًا تثقين به ليساندكِ في هذه الرحلة. تذكّري أن حلم الأمومة يستحق كل جهد، وأن كل خطوة تقطعينها تقرّبك أكثر من هدفك الجميل.

الأسئلة المتكررة:

ما هو علاج العقم الثانوي؟

سواءً كان العقم أوليًا أم ثانويًا، فإن العلاجات متشابهة وتشمل تغييرات في نمط الحياة، والأدوية، والجراحة، وتقنيات الانجاب المساعدة.

هل يمكن علاج العقم بالاعشاب؟

قد تساعد الأعشاب في دعم الخصوبة وتنظيم الهرمونات، لكنها لا تعالج العقم بشكل كامل. استخدامها دون استشارة طبية قد يكون ضارًا أو يتداخل مع أدوية الخصوبة. لذا يُفضّل اعتبارها مكملًا وليس بديلاً للعلاج الطبي. تشمل الاعشاب المعروفة في هذا المجال، الحلبة، والزنجبيل، والقرفة، وعشبة كف مريم. 

المراجع:

 

https://www.cdc.gov/art/success-rates/index.html

https://www.nhs.uk/conditions/infertility/treatment/

https://www.webmd.com/infertility-and-reproduction/fertility-drugs