Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

التبرع بالبويضات

التبرع بالبويضات: الخطوات، والشروط

إن تبرع البويضات هو مشاركة طرف ثالث في عملية الانجاب، ويُستخدم عندما تعجز المرأة عن إنتاج بويضات صالحة نتيجة التقدم في السن، أو ضعف مخزون المبيض، أو وجود أمراض وراثية. في هذه الحالة، تُؤخذ بويضات من متبرعة شابة وبصحة جيدة، ويتم تخصيبها بحيوان منوي الزوج داخل المختبر، ثم يُنقل الجنين إلى رحم الزوجة لتتمكن من الحمل والولادة بشكل طبيعي. تمنح هذه التقنية كثيرًا من النساء فرصة ثمينة لتحقيق حلم الأمومة الذي طال انتظاره.

أسباب استخدام البويضات المتبرعة

عندما تفشل محاولات الحمل سواء بشكل طبيعي أو باستخدام تقنيات المساعدة على الإنجاب، قد يكون التبرع بالبويضات هو الخطوة التالية. أشهر الأسباب التي تدفع النساء لاستخدام بويضات متبرعة:

تقدم العمر: مع تقدم المرأة في السن، تنخفض جودة وكمية البويضات. بعد سن الأربعين، تقل فرص الحمل وتزيد احتمالية الإجهاض أو تشوهات الجنين. وهنا يكون استخدام بويضة من متبرعة شابة حلاً فعالًا.
ضعف مخزون المبيض (DOR):  تعاني بعض النساء من انخفاض سريع في عدد البويضات مقارنة بالمعدل الطبيعي. حتى وإن كانت الدورة منتظمة، إلا أن الحمل يصبح صعبًا جدًا بدون تدخل مثل التبرع بالبويضات.
فشل متكرر في عمليات أطفال الأنابيب: عندما لا تنجح محاولات IVF عدة مرات رغم كل الجهود، قد يكون السبب البويضات غير جيدة. يزيد استخدام بويضات متبرعة من فرصة نجاح الحمل.
أمراض وراثية: تحمل بعض النساء أمراضًا وراثية خطيرة قد تُنقل إلى الطفل. لكن استخدام بويضات من متبرعة خالية من هذه الجينات يساهم بشكل كبير في تقليل هذا الخطر.

من هي المرأة المناسبة للتبرع بالبويضات؟

يجب أن تتوافر عدة شروط ضرورية لدى المرأة المتبرعة:

  • تكون في سن مناسب، عادة بين 21 إلى 32 عامًا.  
  • صحة بدنية ونفسية ممتازة، دون أمراض مزمنة أو مشاكل نفسية.  
  • لا يوجد لديها تاريخ عائلي لأمراض وراثية خطيرة.  
  • غير مدخنة، ولا تتناول أدوية تؤثر على الخصوبة.  
  •  قادرة على الالتزام بالخطة الطبية وتحمل الإجراءات مثل الحقن والمتابعة.  

لضمان صحتها تخضع لفحوصات شاملة تشمل: الفحوصات الوراثية، وتحليل الهرمونات، والكشف عن الأمراض المعدية، وفحص المبايض بالسونار.  

خطوات عملية التبرع بالبويضات

1. الاستشارة الأولية   

تبدأ العملية بلقاء بين المتبرعة والطبيب المتخصص، لمناقشة جميع جوانب التبرع، بما في ذلك الفوائد والمخاطر المحتملة. يتم شرح كافة التفاصيل المتعلقة بالإجراءات الطبية والقانونية المترتبة على العملية. بعد ذلك، يُطلب من المتبرعة إجراء فحوصات طبية ونفسية شاملة، وذلك للتأكد من صحتها العامة وقدرتها على تحمل العملية.

2. التحفيز الهرموني 

بعد التأكد من صحة المتبرعة، تبدأ مرحلة تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لتسريع إنتاج البويضات. يتم متابعة المبايض عبر السونار وقياس مستويات الهرمونات لضمان استجابة الجسم بشكل جيد.

3. جمع البويضات (سحب البويضات)

بعد أن تنضج البويضات، يتم سحبها باستخدام إبرة رفيعة عبر المهبل تحت تأثير التخدير الخفيف. تستغرق العملية حوالي 15-20 دقيقة وتتم في عيادة طبية.

4. التخصيب في المختبر 

يتم تخصيب البويضات المأخوذة بحيوان منوي من الزوج في بيئة مختبرية، حيث يتم مراقبة الأجنة بعناية خلال مراحل نموها الأولى لضمان نجاح التخصيب والتأكد من تطور الأجنة بشكل سليم قبل نقلها إلى الرحم.

5. تجميد الأجنة:

بعد 3 إلى 5 أيام من نمو الأجنة في المختبر، عادة يتم تجميدها في درجات حرارة منخفضة لحفظها لفترة أطول، حتى يصبح رحم المتلقية جاهزًا لاستقبال الأجنة ونقلها في وقت مناسب.

6. نقل الأجنة إلى رحم المتلقية

بعد تحضير الرحم باستخدام المكملات الهرمونية أو مراقبة الإباضة الطبيعية، يتم نقل الأجنة إلى الرحم في اليوم المناسب، ويجب إجراء تحليل الحمل بعد حوالي أسبوعين لمعرفة النتيجة.

كم تستغرق عملية التبرع بالبويضات؟

قد يستغرق التبرع بالبويضات حوالي شهر إلى شهرين، يشمل ذلك إجراء الاستشارات الطبية، والفحوصات والاختبارات الأولية، وتحفيز المبايض وسحب البويضات. أما بالنسبة لترجيع الأجنة، إذا كانت الظروف مناسبة، يمكن نقلها في نفس الشهر أو في الشهور التالية.

ما بعد العملية

بعد عملية ترجيع الجنين، يقدم الطبيب بعض التعليمات لزيادة فرص النجاح، يمكن أن تشمل ما يلي:

النشاط: لا حاجة إلى الراحة التامة، ولكن يجب الامتناع عن التمارين الرياضية والأنشطة الشاقة، مثل الجري وركوب الدراجات.

النظام الغذائي: تناولي طعاماً صحياً ومتوازناً والفيتامينات الموصوفة، بما في ذلك حمض الفوليك.

الجماع: يُنصح بتجنب الجماع حتى ظهور نتائج اختبار الحمل لتفادي التقلصات الرحمية التي قد تؤثر على الانغراس.

الأدوية بعد النقل: يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة بخصوص الأدوية والجرعات التي يتم تناولها بعد نقل الأجنة.

تجنبي الاستحمام الساخن: يُفضل تجنب الاستحمام بالماء الساخن أو الساونا لتأثيره السلبي على الأجنة. 

اشربي الكثير من السوائل: تساعد السوائل على الحفاظ على ترطيب الجسم، وهو أمر مهم لصحة الرحم.

تخلصي من التوتر: يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل لتقليل التوتر.

نسبة نجاح عملية تبرع البويضات

تعتمد نسبة نجاح التبرع بالبويضات على عوامل عدة، أهمها عمر المتبرعة وجودة البويضات. بشكل عام، تُعد نسب النجاح مرتفعة مقارنة بالعلاجات الأخرى، وتصل إلى حوالي 50-60% لكل دورة علاجية. كما تزداد فرص النجاح إذا تم نقل جنين واحد أو اثنين بجودة عالية، وتم تحضير رحم الزوجة بشكل مثالي. من المهم معرفة أن نسبة النجاح لا تساوي دائمًا، فهناك عوامل بعد النقل قد تؤثر أيضًا.

في أي دول يُسمح بالتبرع بالبويضات؟

يجوز التبرع بالبويضات في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة، كندا، إسبانيا، اليونان، أوكرانيا، قبرص، إیران، وجورجيا. تختلف القوانين بين الدول، فبعضها يسمح بالتبرع المجهول فقط، والبعض الآخر يسمح بالتبرع المعلوم (أي معرفة الطرفين ببعضهما). في المقابل، هناك دول تُقيّد أو تحظر التبرع نهائيًا لأسباب دينية أو قانونية مثل ألمانيا، سويسرا ومعظم الدول العربية. لذلك، من الضروري دائمًا التأكد من الجانب القانوني قبل البدء.

تكلفة التبرع بالبويضات

تختلف التكلفة حسب الدولة والمركز الطبي. في الدول الغربية مثل أمريكا أو أوروبا، قد تصل تكلفة دورة التبرع بالبويضات إلى 10,000–20,000 دولار أو أكثر. بينما في دول مثل إيران، الهند، أو قبرص، تكون التكلفة أقل بكثير، وقد تبدأ من 2,000–5,000 دولار. تشمل هذه التكلفة أجور التحفيز الهرموني، متابعة المتبرعة، سحب البويضات، التخصيب، وزرع الأجنة. أحيانًا تُضاف تكلفة الفحوصات الجينية أو التجميد.

ما هي مخاطر التبرع بالبويضات؟

بالرغم من أن التبرع بالبويضات يُعد إجراءً آمنًا، إلا أنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل:

  • الانتفاخ أو آلام خفيفة في البطن بعد سحب البويضات.
  • نزيف خفيف أو عدوى نادرة.
  • متلازمة فرط تنشيط المبيض (OHSS) في حالات نادرة.
  • تقلبات مزاجية نتيجة الهرمونات.

لكن بشكل عام، تُتابَع المتبرعة بشكل دقيق لتقليل هذه المخاطر، وتُعد نسبة حدوث مضاعفات خطيرة منخفضة جدًا.

في الختام: 

 على الرغم من أن عملية تبرع البويضات قد تبدو معقدة من حيث الإجراءات الطبية والقانونية والعاطفية، فإن نتائجها قد تكون مُبهرة ومُجزية. من المهم دائمًا اتخاذ القرار بعد استشارة الأطباء المختصين، وفهم كل الجوانب الطبية والنفسية والقانونية المتعلقة بها. فكل خطوة مدروسة تقربك أكثر من احتضان طفل طال انتظاره.

الأسئلة الشائعة

هل يمكنني معرفة أي شيء عن المتبرعة؟

في معظم الحالات، تبقى هوية المتبرعة سرية وفقًا للقوانين المحلية وسياسات العيادات. ومع ذلك، قد تقدم بعض العيادات معلومات غير محددة مثل العمر، والمستوى التعليمي، وصورة منها، لكن الهوية تبقى مجهولة.

هل يمكن أن يؤدي التبرع بالبويضات إلى مشاكل وراثية؟

يتم اختيار المتبرعة بعناية فائقة لضمان أن بويضاتها خالية من المشاكل الوراثية. عادةً ما يتم إجراء فحوصات وراثية على المتبرعات لتقليل احتمالية انتقال أمراض وراثية.

تقييمك :

يشارك :

مصدر :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *