حالات العقم الميؤوس منها لدى الرجال هي تلك التي لم يتمكن الطب من إيجاد حل علاجي فعال لها حتى الآن، رغم التقدم الكبير في التقنيات الطبية. في هذه الحالات، لا ينتج الجسم الحيوانات المنوية نتيجة لأسباب مثل الإصابات الشديدة، أو الاضطرابات الجينية، أو المشاكل الهرمونية.
ومع ذلك، تمكنت التقنيات الحديثة مثل الحقن المجهري واستخراج الحيوانات المنوية من الخصية من مساعدة العديد من الأزواج في تحقيق حلم الأمومة والأبوة. حتى في الحالات الأكثر تعقيدًا، توجد خيارات أخرى مثل استخدام الحيوانات المنوية أو الأجنة المتبرعة بها.
ما هي أشد أشكال حالات عقم الرجال الميؤوس منها؟
يُعتبر انعدام الحيوانات المنوية غير الانسدادي من أصعب حالات العقم لدى الرجال. يحدث ذلك عندما يكون هناك خلل في إنتاج الحيوانات المنوية، ويعود إلى عاملين رئيسيين: الأول هو تلف في أنسجة الخصية، مما يمنع إنتاج الحيوانات المنوية. أما العامل الثاني، فهو وجود خلل في الهرمونات التي تنظم إنتاج الحيوانات المنوية في الدماغ، يعد هذا النوع من العقم أقل شيوعًا.
1. العوامل الوراثية:
تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في حدوث العقم عند الذكور، خاصة النوع غير الانسدادي. من بين هذه العوامل، حذف كروموسوم Y والتشوهات الكروموسومية الأخرى، مثل متلازمة كلاينفلتر (حيث يحمل الذكر كروموسوم X إضافي)، تلعب دورًا رئيسيًا. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10% من حالات العقم غير الانسدادي ترجع إلى أسباب وراثية قابلة للكشف.
2. الأسباب الهرمونية:
لكي تتمكن الخصيتان من إنتاج الحيوانات المنوية، يجب تحفيزهما بواسطة هرمونات الغدة النخامية. في حال حدوث نقص أو غياب لهذه الهرمونات، يتعذر إنتاج الحيوانات المنوية.
3. الإشعاعات والمواد السامة:
يؤثر التعرض للمواد الكيميائية السامة، مثل المعادن الثقيلة، والعلاج الكيميائي والإشعاعي، سلبًا على إنتاج الحيوانات المنوية وقد يؤدي إلى العقم. لذا، ينصح بتخزين الحيوانات المنوية قبل البدء في هذه العلاجات لحماية القدرة الإنجابية للمريض.
4. الإصابات الشديدة:
الخصيتان هما الجزء الأهم في الجهاز التناسلي للرجال لأنهما مسؤولتان عن إنتاج هرمونات الذكورة مثل التستوستيرون والحيوانات المنوية. ولذلك، فإن أي إصابة أو ضرر قد يسبب اضطرابًا في أداء هذه الوظائف الهامة. في حال تعرض الخصيتين لإصابات شديدة، قد تتوقف عملية إنتاج الحيوانات المنوية بشكل كامل.
علاج حالات عقم الرجال الميؤوس منها
في السابق، كان يُعتقد أن الرجال الذين يعانون من مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية محرومون من إمكانية الإنجاب إلا من خلال التبرع بالحيوانات المنوية أو التبني. إلا أن التطورات الحديثة في مجال الطب الإنجابي كشفت عن وجود حيوانات منوية لدى العديد من هؤلاء الرجال عند إجراء خزعة الخصية، وعملية الحقن المجهري (ICSI) لتحقيق الحمل.
خزعة الخصية:
في هذه العملية، يقوم الجراح بعمل شق جراحي صغير (1-2 سم) في الخصية، ثم يستخدم المجهر لتحديد المناطق التي تحتوي على أكبر احتمال لوجود الحيوانات المنوية. بعد ذلك، يتم أخذ عينات من هذه المناطق وفحصها بدقة. إذا تم العثور على الحيوانات المنوية، يتم تجميدها لاستخدامها لاحقًا في عمليات الإخصاب في المختبر.
الحقن المجهري:
عندما لا يوجد سوى حيوان منوي واحد سليم، فإن أفضل طريقة لعلاج العقم هي الحقن المجهري. هذه التقنية تفوق غيرها من تقنيات المساعدة على الإنجاب بفضل دقتها العالية في ضمان حدوث الإخصاب.
تقنيات التبرع:
في حالات العقم الشديد عند الرجال، حيث لا يمكن العثور على حيوانات منوية صالحة للاستخدام حتى بعد إجراء العمليات الجراحية، يلجأ الأزواج إلى استخدام الحيوانات المنوية المتبرعة كحل أخير. كما يمكن لبعض الأزواج الذين نجحوا في الإنجاب عن طريق التخصيب في المختبر التبرع بأجنتهم الإضافية للأزواج الآخرين، لا توجد علاقة وراثية بين الجنين والوالدين في هذه الحالة.
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: علاج العقم للرجال
التعامل مع مشكلة العقم
التعبير عن المشاعر:
الإحباط ، والشعور بالذنب، والحزن، والقلق، والغضب، واللوم كلها ردود فعل طبيعية بعد تشخيصك بالعقم. ولهذا من المهم قبول هذه المشاعر، بدلاً من التظاهر بأنها غير موجودة.
عندما لا تعبر عن هذه المشاعر بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى ضائقة عاطفية وحتى آثار جانبية جسدية. يجب على جميع الذين يعانون من العقم اتخاذ الخطوات اللازمة ليكونوا صادقين مع أنفسهم ومع شركائهم بشأن ما يشعرون به.
التخلص من الأفكار المزعجة:
كل شخص يتعامل مع التوتر والألم بشكل مختلف. يجد بعض الناس الراحة في كتابة أفكارهم، بينما يختار البعض الآخر اليوجا أو غيرها من التمارين كمخفف للتوتر.
لا تلوم نفسك:
يعد قبول العقم أمرًا صعبًا، ولكن من المهم ألا تلوم نفسك عندما تصل إلى هذا القبول. في معظم الحالات، لا يكون عقم الشخص أو صعوبة الحمل خطأ منه ؛ إنه مزيج من العوامل الوراثية وعوامل أخرى لا يمكنك التحكم فيها.
النتيجة:
رغم التقدم الكبير في مجال الطب الإنجابي، إلا أن هناك حالات عقم لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا للأطباء والمرضى. العوامل الوراثية المعقدة والاضطرابات الجينية النادرة تجعل بعض حالات العقم صعبة العلاج. ومع ذلك، فإن البحث العلمي مستمر في هذا المجال، ويبشر بتطوير علاجات جديدة وفعالة في المستقبل. وفي الوقت الحالي، فإن الدعم النفسي والاجتماعي للأزواج المصابين بالعقم يلعب دورًا حاسمًا في مساعدتهم على التكيف مع هذا الوضع وتجاوز الصعوبات التي يواجهونها.
الأسئلة المتكررة:
هل هناك أبحاث جديدة في حالات عقم الرجال الميؤوس منها؟
نعم، يعمل العلماء في جميع أنحاء العالم بجد لاكتشاف علاجات جديدة أو تحسين العلاجات المتاحة. هناك أبحاث واعدة تجري حاليًا في مجالات مثل: العلاج بالخلايا الجذعية، والطب التجديدي.
هل يجوز استخدام الحيوانات المنوية المتبرعة في حالات عقم الرجال الميؤوس منها؟
يختلف علماء الإسلام في هذا الموضوع، حيث يعتبر جميع علماء أهل السنة أنه محرم، ولكن بعض علماء الشيعة مثل السيد خامنئي والسيد السيستاني يرون جواز استخدام السائل المنوي للتخصيب في المختبر (IVF).
اقرأ أيضا: حالات شفيت من العقم عند الرجال
المراجع:
https://www.nichd.nih.gov/health/topics/infertility/conditioninfo/treatments
https://www.singhealth.com.sg/patient-care/conditions-treatments/male-infertility