إذا كان لديك رحم ذو قرنين، فطبعا تخشين من أثره على الحمل، مما يثير تساؤلات مختلفة: هل الرحم ذو القرنين يمنع الحمل؟ هل يسبب الاجهاض؟ هل يسبب العيوب الخلقية عند الطفل؟
إليك الإجابة:
الرحم ذو القرنين، ويشار إليه أحيانًا باسم الرحم على شكل قلب، وهو عيب خلقي تولد به الفتاة. هذا الشذوذ الرحمي ليس شائعًا جدًا، يحدث في 1 من كل 200 امرأة.
في هذه الحالة، يحتوي الرحم على تجويفين متصلين ببعضهما البعض مثل القرنين، بينما يحتوي الرحم الطبيعي على تجويف واحد كبير كمثري الشكل.
لا تعي الكثير من النساء لوجود هذا العيب على الإطلاق، وربما لا تحدث مشكلة أثناء البلوغ أو الحمل. لكن البعض الآخر يحتاج إلى زيارة الطبيب لأسباب مثل العقم، ونزيف الرحم غير الطبيعي، والولادة المبكرة، أو الإجهاضات المتكررة.
يمكن تشخيص الرحم ذو القرنين بالموجات فوق الصوتية أو الصورة الملونة للرحم أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو أثناء جراحة الحوض أو تنظير البطن أو حتى الولادة القيصرية.
أثبتت الدراسات أن الرحم ذو القرنين لا يؤثر سلبًا على خصوبة المرأة، وقدرتها على الحمل. ومع ذلك، قد تواجه بعضهن مضاعفات أثناء الحمل.
تعتمد مدى خطورة الحمل لدى هؤلاء النساء على درجة التشوّه وشكل الرحم. في كثير من الحالات، يسير الحمل والولادة بشكل طبيعي دون مضاعفات كبيرة. ومع ذلك، إذا كان الرحم منقسمًا تمامًا إلى جزأين منفصلين يمتدان حتى الجزء العلوي من المهبل، فقد يؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على استقرار الحمل وفرص استمراره.
تشمل التحديات المحتملة للحمل مع الرحم ذو القرنين:
تعوق نمو الجنين داخل الرحم (IUGR ): في بعض الحالات، قد يؤثر الرحم ذو القرنين على نمو الجنين من خلال تقليل المساحة المتاحة له داخل الرحم، مما قد يحد من قدرته على التطور بشكل طبيعي. هذا قد يؤدي إلى نقص وزن الجنين عند الولادة أو تأخر نموه أثناء فترة الحمل.
الاجهاض: قد يكون الحفاظ على الحمل أكثر تعقيدًا، حيث تقل مساحة نمو الجنين مما قد يزيد من خطر حدوث الاجهاض. لذا، قد يوصي الطبيب بالراحة التامة والحد من المجهود البدني لضمان استمرارية الحمل.
الولادة المبكرة: نظرًا لأن الرحم ذو القرنين قد لا يوفر الظروف المثالية لنمو الجنين بشكل سليم، فقد لا يستمر الحمل حتى موعده الطبيعي، مما يرفع خطر الولادة المبكرة. في الأحوال العادية، يتوسع الرحم تدريجيًا مع تطور الجنين، مما يمنحه المساحة اللازمة للنمو، لكن في حالة الرحم ذو القرنين، قد يكون الحيز المتاح محدودًا.
وضعية الجنين المقعدي: هي حالة يكون فيها رأس الجنين متجهًا للأعلى وقدماه متجهة نحو عنق الرحم. تعتبر هذه الوضعية غير مثالية للولادة الطبيعية، حيث تزيد من صعوبة خروج الجنين بشكل آمن. لذلك، غالبًا ما ينصح الأطباء بإجراء عملية قيصرية.
إذا كان رحمك ذا القرنين، فيعد حملك شديد الخطورة، وتحتاجين إلی إجراء الموجات فوق الصوتية بشكل متكرر للتحقق من حالة طفلك.
إدارة الحمل في الرحم ذي القرنين تتطلب زيادة في المتابعة الطبية. من المحتمل أن يتم إجراء عدد أكبر من الفحوصات بالسونار خلال فترة الحمل، وذلك حتى يتمكن الطبيب من مراقبة حجم الرحم وشكله، وكذلك موقع الجنين والمشيمة.
إحدى أبرز المشكلات في هذه الأنواع من الحمل هي نقص البروجسترون. عندما يكون لديك رحم غير عادي، تحتاجين إلى كمية أكبر من البروجسترون لتكثيف جدار الرحم. في هذه الحالة، یمکن أن يصف لك الطبيب مکملات البروجسترون لضمان تأمين مستوياته في جسمك، وبالتالي الوقاية من الإجهاض.
يتغير جسم المرأة الحامل بالتزامن مع نمو الجنين، ولهذا فإن رفع الأثقال والضغط على العضلات والرحم قد يسبب مخاطر كبيرة مثل الإجهاض، وخاصة في حالات الحمل برحم ذي القرنين.
بشكل عام، لا يوجد مانع من ممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة الحمل، ولكن في حالة الرحم ذو القرنين، نظرًا لاحتمال حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة، في بعض الأحيان قد نوصي بعدم القيام بذلك خلال الحمل. يجب استشارة طبيبك، حيث يعتمد ذلك على وضعية الجنين.
في معظم الأوقات، لا حاجة إلى إصلاح الرحم ذو القرنين. لا تواجه العديد من النساء المصابات بهذه الحالة صعوبة في الحمل وإنجاب أطفال أصحاء تمامًا مثل النساء بدون ذلك.
في هذه الحالات، ستحصلين على بعض المراقبة الإضافية أثناء الحمل لمعالجة أي مضاعفات محتملة في وقت مبكر.
ومع ذلك، إذا تنتمين إلى تلك المجموعة من النساء اللواتي يعانين من العقم أو الإجهاض المتكرر، فهناك خيارات جراحية. أكثرها شيوعا عملية رأب ستراسمان (Strassman metroplasty)، حيث يتم دمج تجويف الرحم الأصغر في تجويف أخر أكثر اتساعًا.
تشير الأبحاث إلى أن النساء سينجحن في الإنجاب بعد هذه العملية. ومع ذلك، يجب الانتظار لمدة ثلاثة أشهر على الأقل قبل محاولة الحمل.
تشير بعض الدراسات إلى أن معدل فقدان الحمل في الثلثين الأول والثاني من الحمل يصل إلى 36%. قد ينتج هذا عن توسع عنق الرحم قبل الأوان، أو عدم تمدد الرحم بشكل صحيح، أو زيادة الالتهاب.
أشارت دراسة إلى أن أطفال الأمهات ذوات الرحم ثنائي القرن أكثر عرضة للإصابة بالعيوب الخلقية بأربع مرات مقارنةً بأطفال الأمهات ذوات الرحم الطبيعي. وكان الخطر ذا دلالة إحصائية لبعض العيوب المحددة، مثل نقص تنسج الأنف، وفتق السرة، وتشوهات الأطراف، والأورام المسخية، وانعدام القلب وانعدام الدماغ.
يمكن أن يكون الجنين في وضعيات غير طبيعية مثل المقعدي أو المستعرض بسبب تقسيم تجويف الرحم وضيق المساحة، مما قد يؤثر على نموه وحركته.
إذا كنت بحاجة إلی التلقيح الصناعي، فمن الأفضل نقل جنين واحد. يقوم الطبيب بنقل الجنين إلى أحد قرني الرحم، والذي له وظيفة ومساحة أفضل. وأثناء الحمل ، إذا لم يكن قصور في عنق الرحم ، فلا داعي لعملية التطويق.
https://www.healthline.com/health/womens-health/bicornuate-uterus#outlook
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/28661551/
https://ro.co/fertility/bicornuate-uterus-and-pregnancy/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/9521976/