الرحم هو عنصر أساسي لحدوث الحمل واستمراره حتى ولادة الطفل. العقم الناتج عن المشاكل الرحمية يصيب 1 من كل 500 امرأة في سن الإنجاب. تتعدد مشاكل الرحم التي تمنع الحمل، يمكن تصنيفها إما إلى أسباب خلقية أو مكتسبة. هذا هو الموضوع الذي نتحدث عنه خلال هذا المقال.
قد تؤدي مشاكل الرحم إلى العقم عند النساء ، في هذه الحالة ليست المرأة قادرة على الحمل بسبب غياب الرحم أو عدم عمله بشكل صحيح. يتكون الرحم من قناتي فالوب ( هما أنبوبان تمر عبرهما البويضات من المبيض إلى الرحم.) والجزء الرئيسي للرحم (وهو مكان نمو الجنين أثناء الحمل) وعنق الرحم (الذي يربط الرحم بأعلى المهبل). يبلغ حجم الرحم تقريبًا حجم الكمثرى المقلوب ولديه القدرة على التوسع لاستيعاب الجنين والتقلص مرة أخرى بعد الولادة.
يمكن أن تكون مشاكل الرحم ناتجة عن عيب خلقي أو عيب مكتسب.
غياب الرحم: فهذا يعني أنك ولدت بدون رحم ، وهي حالة تعرف باسم متلازمة ماير- روكيتانسكي- كوستر- هاوزر (MRKH).
الرحم ذو القرن الواحد: في هذه الحالة، يكون حجم الرحم نصف حجم الرحم الطبيعي، ولا يکون سوی قناة فالوب واحدة. إذا كانت مساحة الرحم كافية ومناسبة فيمكن قضاء فترة الحمل بشكل جيد. مع ذلك ظرًا لصغر حجم جوف الرحم عن الطبيعي ، فترتفع مضاعفات الحمل مثل الإجهاض ، والولادة المبكرة، ووضعية الجنين المقعدي.
الرحم ثنائي القرن: هو حالة تعرف أيضا باسم الرحم علی شکل القلب. يتکون فيها الرحم من نتوءات علی شکل قرنين.
وجود حاجز داخل الرحم: يعرف باسم الرحم المنفصل، يتمثل بوجود جدار رقيق داخل الرحم، مما يمكن أن يسبب العقم أو الإجهاض في الثلث الأول أو الولادة المبكرة .
كل ما سبق هو عوامل خلقية تؤثر على الخصوبة. تبلغ نسبة انتشار تشوهات الرحم الخلقية 6.7٪ بين عموم السكان و 7.3٪ بين السكان المصابين بالعقم. الشذوذ الأكثر شيوعًا هو الحاجز الرحمي، مع انتشار بنسبة 3.9 ٪ عند النساء المصابات بالعقم، يليه الرحم المقوس والقرني.
يمكن أن يشمل ذلك العقم الناجم عن الأورام الليفية، والأورام الحميدة، والأنسجة الندبية، والأضرار الإشعاعية أو إصابات الرحم التي تمنع الحمل. متلازمة أشرمان هي حالة نادرة تؤدي إلى تکوین النسيج الندبي في الرحم و حدوث التصاقات فیه، مما يمنع الحمل. يمکن أن تکون متلازمة أشرمان ناجما عن العدوى والإشعاع وجراحة الرحم ، مثل عمليات التوسيع والكشط (D&C).
استئصال الرحم جراحيًا: يمكن إجراءه لإنقاذ حياة المرأة ، كما هو الحال في حالة النزيف الذي يهدد الحياة أو تشخيص السرطان، أو بسبب الألم الشديد ، كما هو الحال في الأشكال الشديدة من الانتباذ البطاني الرحمي.
يبدأ تشخيص عقم الرحم بجمع التاريخ الطبي التفصيلي للمريضة، بما في ذلك حالات الإجهاض السابقة، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، أو أي عمليات جراحية نسائية سابقة. يُعدّ هذا الخطوة الأساسية لتوجيه الفحوصات القادمة بشكل دقيق.
بعد ذلك، يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني يشمل فحص الحوض لتقييم أي مؤشرات على تشوهات أو مشاكل في الرحم. ثم تُستخدم تقنيات التصوير، مثل الموجات فوق الصوتية، للكشف عن شكل الرحم، ووجود الأورام الليفية، أو الحاجز الرحمي، أو الالتصاقات.
في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء فحوصات أكثر دقة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو تنظير الرحم والبطن، خاصةً إذا كانت هناك شكوك بوجود الالتصاقات داخل الرحم (متلازمة أشرمان).
تعتمد طريقة علاج مشاكل الرحم التي تعيق الحمل على نوع المشكلة ومدى تأثيرها على الخصوبة. إليك أبرز الطرق المستخدمة:
إذا كانت هناك تشوهات خلقية مثل الحاجز الرحمي أو التصاقات داخل الرحم (متلازمة أشرمان)، يمكن إجراء تنظير الرحم الجراحي لتصحيح هذه التشوهات وإعادة تجويف الرحم إلى حالته الطبيعية.
بعض حالات العقم تعود إلى التهابات مزمنة في بطانة الرحم. في هذه الحالة، يتم وصف المضادات الحيوية والعلاج المناسب بناءً على نوع العدوى.
في بعض الحالات، يُستخدم العلاج الهرموني لإعادة توازن الهرمونات وتحسين نمو بطانة الرحم، مما يُعزز فرص الحمل.
إذا كانت المشكلة لا يمكن حلّها بالكامل، أو إذا لم تنجح العلاجات السابقة، فقد يُنصح باللجوء إلى التلقيح الصناعي (IVF)، مع متابعة دقيقة لحالة الرحم وضمان جاهزيته لاستقبال الجنين.
إذا كان لديك أي مشاكل في الرحم تمنعك من الحمل، لا تيأسي أبدًا، بفضل التقدم العلمي في هذا العصر ظهرت علاجات مختلفة، وإذا لم تنجح العلاجات البسيطة، يمكن اللجوء إلى استئجار الرحم، إذا أردت معرفة تفاصيل أكثر، اقرئي هذا المقال: تأجير الأرحام في إيران