إصابة الرأس

إصابة الرأس (بالإنجليزية: Head injury) هي أي إصابة تصيب الجمجمة أو الدماغ يمكن إدراجها تحت هذا التصنيف. إصابات الدماغ يمكن يستخدم لها مصطلح إصابة دماغية رضحية لكن المصطلحين يستخدمان لوصف ذات الحالات أحيانا.

إصابة الرأس بالإنجليزية (Head injury): أي إصابة تصيب الجمجمة أو الدماغ يمكن إدراجها تحت هذا التصنيف. إصابات الدماغ يمكن أن يستخدم لها مصطلح إصابة دماغية رضية لكن المصطلحين يستخدمان لوصف ذات الحالات أحيانا. يمكن تصنيف إصابة الرأس إلى الإصابات العصبية، نزف الدم, إصابات الأوعية الدموية, إصابات الأعصاب القحفية، ورم الرطب تحت الجافية وأنواع عديدة أخرى. كما يمكن تصنيف هذه الإصابات أيضاً إلى إصابات الرأس المفتوحة والمغلقة وهذا يعتمد على فيما إذا كانت الجمجمة مكسورة أم لا. لأن إصابات الرأس تغطي نطاق واسع من الإصابات، فإن لها أسباب عديدة منها: الحوادث, السقوط, الاعتداءات الجسدية أو الحوادث المرورية. إن معظم هذه الإصابات قد يكون بسيطاً, ولكن بعضها قد يكون شديداً لدرجة تتطلب إدخال المريض للعلاج بالمستشفى.

في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر عدد إصابات الرأس بحوالي 1.7 مليون في كل عام. حوالي 3% من هذه الحوادث تؤدي إلى الوفاة. تكون نسبة الإصابة عند البالغين أكثر من أي فئة عمرية أخرى، وغالباً ما تكون بسبب إصابته بالسقوط, حوادث السيارات, الاصطدام، الارتطام بجسم أو بسبب الاعتداءات. أما الأطفال فتكون إصاباتهم بسبب السقوط العرضي أو لأسباب مقصودة (مثل تعرضهم للضرب). وتحدث إصابات الرأس عادةً عند الأطفال الصغار أثناء تعلمهم المشي، وتعتبر صدمات الرأس من الأسباب الشائعة لإدخالهم للمستشفى.

على العكس من إصابات كسر العظام التي تكون فيها الإصابة واضحة فإن صدمات الرأس قد تكون واضحة أو غير واضحة، ففي حالة إصابة الرأس المفتوح تتعرض الجمجمة إلى الكسر بواسطة جسم يسبب التماس مع الدماغ وهذا يقود إلى النزيف، وهناك أعراض أخرى واضحة قد تكون ذات أسباب عصبية في طبيعتها كشعور الشخص بالنعاس، تصرفه بشكل غير طبيعي، فقدانه للوعي، التقيؤ، وشعوره بصداع شديد. أو عدم قدرته على تحريك أجزاء معينة من جسمه. إن هذه الأعراض قد تحدث مباشرة بعد حدوث الإصابة لكن العديد من المشاكل قد تحدث فيما بعد. مرض الزهايمر على سبيل المثال قد يصيب شخصاً تعرض إلى إصابة في الرأس في فترة من حياته.

العلامات والأعراض

تختلف الأعراض باختلاف الإصابة, بعض المرضى المصابون بإصابة الرأس يكونون بوضع مستقر وبعضهم الآخر تسوء حالتهم، وقد يتعرض المريض لعجز عصبي. يعاني الأشخاص المصابون بارتجاج الدماغ من فقدان الوعي لفترة تتراوح ما بين ثوان إلى دقائق, ثم يعودون إلى وضع اليقظة الطبيعي. وقد يعاني المريض أيضاً من اضطرابات في الرؤية وعدم التوازن. تتضمن الأعراض الشائعة لإصابات الرأس: الغيبوبة, الارتباك, النعاس, تغير الشخصية, الإصابة بنوبة الصرع, الغثيان, القيء, الصداع, وحدوث فترة الصحو (وهي فترة تحسن مؤقت في حالة المريض لتتدهور حالته في وقت لاحق).

تتضمن أعراض كسر الجمجمة:

  • ارتشاح السائل الدماغي الشوكي: (سائل شفاف يخرج من الأنف, الفم أو الأذن) ويدل هذا السائل بقوة على كسر قاع الجمجمة, وتمزق الأغلفة المحيطة بالدماغ والتي يمكن أن تؤدي إلى إصابات الدماغ الثانوية.
  • انحراف في الرؤية, أو حدوث منخَفَض في الرأس أو الوجه, فتدل العين المنخمصة مثلاً على كسر الفك العلوي.
  • تدل العين غير القادرة على الحركة, أو المنحرفة إلى جهة واحدة على أن إحدى عظام الوجه المكسورة تضغط على العصب الذي يغذي عضلات العين.
  • جروح أو كدمات في الوجه أو فروة الرأس.
  • كسر قاع الجمجمة وهو الكسر الذي يحدث في قاعدة الجمجمة ويكون مرتبطاً بـ battle’s sign وهو نزيف تحت الجلد ويقع فوق الزائدة الحلمية، ويؤدي إلى تجمع الدم في غشاء طبلة الأذن, وارتشاح السائل الدماغي الشوكي من الأنف والتهاب الأذن الوسطى.

ولأن إصابة الرأس من الإصابات المهددة للحياة, فإن المصابين يحتاجون إلى عناية ومراقبة حتى وإن كانت إصاباتهم طفيفة ولا تظهر عليهم أي علامات أو شكاوى, وذلك لأن هؤلاء المصابين لديهم فرصة ظهور أعراض شديدة بعد حين. ويوصي الأطباء الأشخاص المشرفين على المرضى المصابين بضربة خفيفة -بعد خروجهم من المستشفى- على أن يقوموا بإيقاظ هؤلاء المصابين عدة مرات خلال الـ 12 و 24 ساعة التالية لخروجهم وذلك لتقييم وضعهم والتأكد من عدم تفاقم الأعراض لديهم. يستخدم مقياس غلاسكو للغيبوبة لقياس درجة فقدان الوعي عند المصابين, ويعد هذا الجهاز وسيلة مفيدة لتحديد شدة الإصابة. ويمكن استخدام مقياس غلاسكو للأطفال لتحديد درجة فقدان الوعي عند الأطفال. يستخدم الأطفال خوارزمية PECRAN لإصابة الرأس عند الأطفال لتحديد مخاطر وفوائد التصوير السريري وذلك بالاعتماد على عوامل عديدة عند المريض مثل: آلية الحدوث/موقع الإصابة, عمر المريض, والدرجة التي حصلنا عليها من مقياس غلاسكو للغيبوبة.

الأسباب

من الأسباب الشائعة لحدوث إصابة الرأس: حوادث المرور, الحوادث المنزلية والمهنية, السقوط, الاعتداءات. يعد مرض التنكس الكبدي (مرض ويلسون) مؤشراً على إصابة الرأس. وبحسب مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها في الولايات المتحدة ((CDC فإن 32% من إصابات الدماغ الرضية (مصطلح أكثر دقة لإصابات الرأس) تحدث بسبب السقوط, 10% بسبب الاعتداءات, 16.5% بسبب ضربة بجسم, 17% بسبب حوادث المرور, و21% من الإصابات تحدث لأسباب غير معروفة. بالإضافة إلى ذلك, أشارت المراكز إلى أن أعلى معدلات الإصابة تكون عند الأطفال بعمر 0-14 عام والأشخاص البالغين بعمر 65 عام فأكثر.

التشخيص

تعد الحاجة لتصوير الأشخاص المصابين بإصابة رأس خفيفة موضع جدل. ولكن يجب القيام مباشرة بالتصوير الطبقي بدون المادة الملونة لأي شخص تعرض لإصابة رأس متوسطة أو شديدة. ويمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أيضاً. أصبح التصوير المقطعي المحوسب وسيلة مختارة لتشخيص صدمات الرأس وذلك لما يتميز به من الدقة, الواقعية, الأمان, بالإضافة إلى توفره الواسع. وبمجرد حدوث إصابة الرأس, يبدأ حدوث تغيرات في دوران الأوعية الدقيقة, فشل التنظيم التلقائي, الوذمة الدماغية, وإصابات المحور العصبي. وتظهر هذه الأمور على شكل تغيرات سريرية, بيوكيميائية, وإشعاعية.

إدارة المرض

تكون معظم إصابات الرأس إصابات حميدة, وتحتاج العلاج باستخدام المسكنات فقط, مع ضرورة المراقبة الدقيقة للمضاعفات المتوقعة, مثل نزيف داخل القحف. إذا حدث تلف شديد للدماغ بسبب الإصابة, قد يكون من المفيد إجراء تقييم من قبل قسم الجراحة العصبية. يتضمن علاج الإصابات السيطرة على ارتفاع الضغط داخل القحف. ويشمل المهدئات والمسكنات وتحويل السائل النخاعي. يشمل البديل الثاني للعلاج: قطع القحف المزيل للضغط (جاغناثان وجد أن 65% من النتائج مرغوب بها في مرضى الأطفال), غيبوبة الباربيتورات (barbiturate coma), محلول ملحي مفرط التوتر, خفض الحرارة. بالرغم من وجود فوائد محتملة لجميع هذه الطرق, إلا أنه لا يوجد أي دراسة أثبتت وجود فائدة تامة لا لبس فيها.

غالباً ما يناقش الأطباء قراراً طبياً يدعم قواعد معينه كقاعدة التصوير المقطعي المحوسب الكندية أو قاعدة اورليانز the New Orleans/Charity لإصابات الرأس, و ذلك لاتخاذ قرار لتحديد حاجة المريض لإجراء فحوصات تصويرية إضافية أو الاكتفاء بالمراقبة فقط. تدرس هذه القواعد بعمق بواسطة العديد من الباحثين مع مجموعات من المرضى لضمان المخاطر السلبية في هذا المجال.

التنبؤ بسير المرض

هناك احتمالية نادرة للتعرض لنزف داخل القحف لدى الأطفال المصابين بإصابات رأس طفيفة وغير خطيرة في العام القادم بما يتمثل بحالتين لكل مليون حالة. في بعض الحالات يتعرض المصابون لاضطرابات عصبية مؤقتة تستمر من دقائق إلى ساعات. وبشكل غير متوقع, يمكن أن يحصل ورم خبيث في الدماغ عند المرضى ذوي الوضع المستقر, كما يمكن حدوث نوبات صرع ما بعد الإصابة. تتفاوت احتمالية التعافي عند الأطفال المصابين بعجز عصبي, بحيث يتعافى الأطفال المصابين بمشاكل عصبية والذين يتحسنون بشكل يومي بنسبة أكبر من الأطفال الذين يستمرون بالمرض لأشهر دون تحسن. يتعافى معظم المرضى غير المصابون بعجز عصبي بشكل كامل. أما الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات الرأس التي تؤدي إلى فقدان الوعي لمدة ساعة أو أكثر لديهم احتمالية مضاعفة للإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق.

قد ترتبط إصابة الرأس بإصابة الرقبة. ومن علامات إصابة الفقرات العنقية: وجود كدمات على الظهر أو الرقبة, ألم الرقبة, وجود ألم بالذراع. تتطلب هذه الإصابات تثبيت العنق باستخدام طوق العنق أو لوح طويل. إذا كانت نتيجة الفحص العصبي طبيعية فهذا شيء مطمئن. وقد نحتاج إلى إجراء إعادة تقييم إذا كان هناك صداع, نوبة صرع, ضعف في جهة واحدة, أو قيء مستمر.

للتقليل من الاستخدام الزائد للتصوير المقطعي المحوسب للرأس الذي يؤدي إلى حدوث نزيف داخل القحف, والذي يعرض المريض لإشعاعات لا داعي لها, ويؤدي إلى زيادة فترة المكوث في المستشفى وتكلفة العلاج, تطورت العديد من قواعد دعم القرارات السريرية لمساعدة الأطباء على تقييم أهمية إجراء تصوير لمريض مصاب بإصابة الرأس. ومن هذه القواعد: قاعدة التصوير المقطعي المحوسب الكندية, خوارزمية PECRAN لإصابة الرأس, قاعدة Orleans لإصابة الرأس, وتساعد هذه القواعد الأطباء على اتخاذ القرار المناسب باستخدام معلومات يسهل الحصول عليها.

المرجع:

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D8%B3

 

[kkstarratings]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *