يُعدّ حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في بطانة الرحم إجراءً بسيطًا وفعالًا، يُستخدم غالبًا قبل ترجيع الأجنة، خاصةً في حالات الفشل المتكرر. تشير الدراسات الحديثة إلى أن حقن البلازما في بطانة الرحم قد يُساهم في زيادة معدلات الحمل والولادة الحية، خصوصًا لدى النساء اللاتي يُعانين من بطانة رحم رقيقة، ولم يستجبن للعلاجات الأخرى. خلال هذا المقال سنتحدث عن هذا العلاج وطريقته، ومدى فعاليته.
توجد أربعة مكونات رئيسية في الدم، والتي تشمل: خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، والبلازما. ويُعتبر البلازما أكبر مکوِّن من مکوِّنات الدم من حیث الحجم. وهو سائل أصفر تکون خلايا الدم معلَّقة فيه. والصفائح الدموية هي قطع صغيرة من الخلايا تدور في الدم، وتساعد على تجلط الدم.
تشير كلمة (PRP) إلى “Platelet Rich Plasma” أي البلازما الغنية بالصفائح الدموية، وهي تحتوي على عوامل نمو وبروتينات فعالة تساعد في تجديد الأنسجة وتنشيط نمو الخلايا وتكوين أوعية دموية جديدة، وزيادة تدفق الدم والعناصر الضرورية لإصلاح الأنسجة وتعزيز صحتها.
يبدو حقن البلازما حلا جيداً في الحالات التالية:
من أهم الإيجابيات التي يتصف به هذا المنهج هو أن هذا الإجراء، هو أنه إجراء غير متوغل وفترة التعافي منه قصيرة للغاية.
نظرًا لأن الإجراء قد يسبب تقلصات مشابهة لتقلصات الدورة الشهرية، يُنصح بتناول مسكن للألم قبل نحو ساعة من الموعد المحدد. استشيري طبيبك بشأن نوع المسكن.
يتضمن هذا العلاج المرحلتين، في المرحلة الأولى يتم سحب الدم، ثم توضع أنابيب الدم في جهاز الطرد المركزي الذي يقوم بفصل البلازما الغنية بالصفائح الدموية عن أجزاء الدم الأخرى. تستغرق هذه العملية لمدة 15 دقيقة تقريبًا، وتكون خالية من الألم.
بعد العملية، ستستريح المريضة لمدة 10 دقائق وبعد ذلك يمكنها العودة إلى أنشطتها اليومية العادية. ثم يتكرر العلاج بعد 72 ساعة إذا لم يكن حجم سمك البطانة كافية.
يُعد حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) علاجًا آمنًا للغاية، نظرًا لاستخدام دم المريضة نفسها، مما يقلل احتمال حدوث ردود فعل تحسسية أو انتقال الأمراض. ومع أن الآثار الجانبية نادرة ولم تُسجّل حالات تُذكر، إلا أن كل تدخل طبي ينطوي على مخاطر محتملة، مثل العدوى أو ثقب بسيط نتيجة الإبرة. تختلف فعالية العلاج من امرأة إلى أخرى، وتلتزم عيادات الخصوبة الموثوقة بأعلى معايير النظافة والرعاية للحد من أي مخاطر.
تُستخدم حاليًا مجموعة متنوعة من الأدوية لزيادة سمك بطانة الرحم، مثل الإستروجين ، وهرمونHCG ، والليتروزول ، وعامل تحفيز الخلايا المحببة، وسيترات السيلدينافيل ، والبنتوكسيفيلين ، والتوكوفيرول ، والتاموكسيفين ، وما إلى ذلك. كما يستخدم البلازما الغنية بالصفائح. لکننا نحتاج إلی مزيد من الدراسات حول فعالية هذا العلاج.
يُساهم حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في تحسين قابلية الرحم لنجاح الحقن المجهري خلال فترة قصيرة. لذلك، يُنصح بإجرائه عادةً في اليوم السابع واليوم الحادي عشر من الدورة التي يتم فيها نقل الأجنة.
أظهرت دراسة أن هذا العلاج يحسن تقبّل بطانة الرحم لدى مريضات يعانين من ضعف بطانة الرحم. بعد العلاج، انخفضت بعض الخلايا المناعية المسببة للالتهاب، مما ساعد في تهيئة بيئة أفضل لانغراس الجنين. كما أشارت الدراسة إلى أن تغير تركيبة الميكروبيوم، خاصة بكتيريا Bacillus، قد يكون له دور مهم في هذا التحسّن. مع ذلك، نحتاج إلى مزيد من الدراسات.
اتخاذ القرار النهائي للقيام بعملية التلقيح الصناعي أمر ليس بيسير، فكثير من الأزواج يخافون من فشل هذا الإجراء مع ما يكلف من نفقات. قراءة تجارب الآخرين قد تساعدهم في هذا الشأن، إذن نقترح عليكم قراءة مقالنا عبر الرابط التالي: تجربتي الناجحة مع أطفال الأنابيب بالتفصيل.
المراجع:
https://www.fertility-academy.co.uk/blog/prp-for-fertility-how-an-infusion-of-your-own-blood-may-help-to-make-a-baby/
https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0165037823000025