الكلوميد (الكلوميفين)

تُعتبر حبوب الكلوميد (أو سترات الكلوميفين) من أشهر وأقدم الأدوية المستخدمة لتحفيز الإباضة، وقد استُخدمت منذ ستينيات القرن الماضي كخطوة أولى في علاج العقم لدى النساء. يعمل الكلوميد بطريقة ذكية؛ إذ يُشبه في تركيبه هرمون الإستروجين، فيخدع الجسم ويحفّز الدماغ، وتحديدًا الغدة النخامية، على إفراز المزيد من الهرمونات الطبيعية مثل LH وFSH، التي تُسهم بدورها في تحفيز المبيض لنضوج البويضات وإطلاقها. يُستخدم الكلوميد بمفرده أو ضمن بروتوكولات علاجية أكثر تقدمًا مثل التلقيح داخل الرحم (IUI) أو أطفال الانابيب (IVF)، مما يزيد من فرص الحمل. كما يمكن استخدامه أحيانًا لدى الرجال لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية في حالات معينة من ضعف الخصوبة.

فوائد سترات الكلوميفين

يُوصف دواء كلوميد عادةً للنساء اللواتي يعانين من اضطرابات في التبويض، سواء كان التبويض غير منتظم أو منعدم تمامًا، مما يُساهم في زيادة فرص حدوث الإخصاب. كما يُستخدم على نطاق واسع لتحفيز الإباضة لدى العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض (على الرغم من أن ليتروزول يُعتبر عادةً خيارًا أفضل).

أما لدى الرجال، فيُستخدم كلوميد لعلاج العقم في الحالات التي يكون فيها عدد الحيوانات المنوية منخفضًا، وخاصة إذا كان السبب يعود إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.

تلجأ بعض العيادات لوصف عقار كلوميد في حالات العقم غير المفسر، إلا أن فعاليته في هذه الحالات غالبًا ما تكون قليلة مقارنةً بالعلاجات البديلة الأخرى.

متى يؤخذ الكلوميد؟ وكم جرعته؟

الجرعة المبدئية الموصى بها للنساء غالبًا ما تكون 50 ملغ يوميًا، تبدأ في اليوم الثاني أو الرابع من الدورة الشهرية، وتستمرين في استخدامها لمدة خمس أيام. إذا لم يحدث التبويض، قد يزيد الطبيب الجرعة تدريجيًا. من المهم أن تتم المتابعة عبر السونار (الموجات فوق الصوتية) لمراقبة حجم البويضة واستجابة المبيض.

سيخبرك الطبيب بالموعد المناسب لبدء العلاج، وسيزودك بالتعليمات الدقيقة حول كيفية استخدام الدواء بالشكل الصحيح. تجنب تناول جرعات زائدة أو استخدام الدواء لفترة أطول من الموصى بها، لأن الكلوميد له تأثير مباشر على الهرمونات، وأي عبث فيه قد يؤثر على النتائج.

ماذا لو فاتتني جرعة من الدواء؟

إذا نسيت جرعة، خذها فور تذكرك. لكن إذا كان موعد الجرعة التالية قد اقترب، فتجاوز الجرعة المنسية وخذ الجرعة التالية في وقتها المحدد. تجنّب تمامًا تناول جرعتين معًا أو تعويض الجرعة بجرعة إضافية.

كم مدة أستخدم الكلوميد؟

في العادة، لا يُنصح باستخدام الكلوميد لأكثر من 3 دورات علاجية متتالية (بعد ذلك، من الأفضل أخذ استراحة لمدة شهر إلى شهرين). إذا لم يحدث الحمل بعد هذه الدورات، فقد يقرر طبيبكِ إيقاف الدواء والبدء بإجراء تقييم أعمق لحالة العقم لديكِ، بهدف تحديد الأسباب المحتملة ووضع خطة علاجية أكثر دقة وتخصصًا.

نسبة الحمل بعد الكلوميد

تشير الأبحاث إلى أن دواء كلوميد قادر على تحفيز الإباضة لدى نحو 80% من النساء اللواتي يعانين من غياب التبويض الطبيعي. ومع ذلك، فإن فرص الحمل ليست بنفس النسبة؛ إذ تُقدّر نسبة النساء اللواتي يحملن بعد استخدامه بنحو 40% فقط. بعبارة أخرى، رغم أن كلوميد يزيد من فرص الإباضة، إلا أن حدوث الحمل ليس مضمونًا.

مثل باقي علاجات الخصوبة، تعتمد فاعلية كلوميد إلى حد كبير على عمر المرأة. فقد أثبتت الدراسات أن النساء دون سن 35 عامًا يستفدن بشكل أفضل من هذا العلاج، سواء من حيث استجابة المبايض أو احتمالات الحمل، مقارنةً بالنساء اللواتي تجاوزن الأربعين.

الآثار الجانبية للكلوميد

الآثار الجانبية التي يجب عليك إبلاغ الطبيب بها فورًا:

  • ردود فعل تحسسية مثل: طفح جلدي، حكة، تورّم في الوجه أو الشفتين أو اللسان أو الحلق، أو ظهور شرى
  • تغيّرات في الرؤية: مثل الرؤية المزدوجة
  • أعراض متلازمة فرط تحفيز المبيض: ألم أو انتفاخ في البطن أو الحوض، غثيان، قيء، إسهال، أو زيادة غير معتادة في الوزن
  • علامات التهاب البنكرياس: ألم حاد في البطن يمتد إلى الظهر أو يزداد بعد الأكل، حمى، غثيان أو قيء

الآثار الجانبية الشائعة التي لا تستدعي عادةً عناية طبية فورية (ولكن يُنصح بإبلاغ الطبيب إذا استمرت أو أصبحت مزعجة):

  • ألم أو انتفاخ في الثدي
  • الصداع
  • الهبّات الساخنة
  • تغيّرات في الدورة الشهرية مثل عدم الانتظام أو حدوث نزيف بسيط

قد يسبب لكِ الدواء شعورًا بالنعاس أو الدوار، لذا يُفضل تجنّب قيادة السيارة أو تشغيل الآلات أو القيام بأنشطة تتطلب تركيزًا ذهنيًا حتى تتأكدي من كيفية تأثيره عليكِ. لتقليل خطر الدوار أو الإغماء، حاولي النهوض والجلوس ببطء وهدوء.

ما الذي يجب أن أُخبر به الطبيب قبل بدء استخدام هذا الدواء؟

قبل البدء باستخدام الكلوميد، من الضروري أن تُخبري الطبيب إذا كنتِ تعانين من أيّ من الحالات التالية:

  • اضطرابات في الغدة الكظرية
  • أمراض في الأوعية الدموية أو تاريخ سابق لجلطات الدم
  • تكيس المبايض (خاصة إذا كان مصحوبًا بتضخم شديد)
  • بطانة الرحم المهاجرة
  • أمراض الكبد
  • سرطان المبيض أو وجود تاريخ عائلي له
  • اضطرابات في الغدة النخامية
  • نزيف مهبلي غير مفسَّر 
  • رد فعل تحسسي معروف تجاه الكلوميفين أو أي دواء مشابه، أو تجاه مكونات أخرى مثل الأصباغ أو المواد الحافظة
  • الحمل (لا يُستخدم الكلوميد في حال التأكد من وجود حمل)
  • الرضاعة الطبيعية 

مشاركتك لهذه المعلومات تساعد الفريق الطبي في اتخاذ القرار الآمن والمناسب لحالتك.

الادوية التي تتفاعل مع الكلوميد 

بعض المكملات العشبية أو الغذائية قد تؤثر على فعالية هذا الدواء أو تزيد من مخاطره، ومن أبرزها:

  • الكوهوش الأزرق
  • الكوهوش الأسود
  • عشبة كف مريم (Chasteberry)
  • الـ DHEA
  • براستيرون (Prasterone)

يرجى العلم أن هذه القائمة لا تشمل جميع التفاعلات الممكنة.

من المهم أن تخبري فريق الرعاية الصحية بجميع الأدوية التي تستخدمينها، سواء كانت بوصفة طبية أو بدون، بالإضافة إلى الأعشاب والمكملات الغذائية. ولا تنسي إبلاغهم إذا كنتِ تدخنين، أو تتناولين الكحول، أو تستخدمين أي مواد أخرى.

 قد تؤثر بعض هذه المواد على امتصاص الدواء أو تتسبب بآثار جانبية غير متوقعة.

الأسئلة المتكررة:

كيف يُحفظ الكلوميفين؟

يُخزَّن الكلوميفين في درجة حرارة الغرفة ما بين 15 و30 درجة مئوية، بعيدًا عن الرطوبة والحرارة والضوء المباشر. يُحفظ في عبوته الأصلية مغلقة بإحكام، وفي مكان آمن بعيدًا عن متناول الأطفال.

هل الكلوميد يحسن جودة البويضات؟

لن يؤثر الكلوميد على جودة البويضة. هذا أمر طبيعي في البويضة. المثابرة أساسية في حالتك. هذا ما أسميه “عامل البويضات المرتبط بالعمر”. مع تقدم المرأة في السن، تنخفض جودة بويضاتها، وبالتالي يزداد خطر الأجنة غير الطبيعية، مما قد يؤدي إلى فشل الحمل أو الإجهاض

المراجع:

https://www.ccrmivf.com/services/servicesbasic-fertility-treatment/intrauterine-insemination-treatment/

https://my.clevelandclinic.org/health/drugs/19178-clomiphene-tablets

https://www.webmd.com/drugs/2/drug-11204/clomid-oral/details

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آراء المرضی