يُعتبر استخدام الحيوانات المنوية المتبرعة حلاً أخيرًا في حالات العقم الذكوري الشديد التي لم تستجب للعلاج، أو عندما يكون هناك خوف من انتقال الأمراض الوراثية إلى الأجيال القادمة. ومع ذلك، يثير هذا الموضوع العديد من الأسئلة في أذهان الناس، مثل:كيف تتم هذه العملية؟ وما هي الشروط والفحوصات اللازمة؟ هل يجوز في الاسلام؟ في هذا المقال، سنجيب على جميع هذه الأسئلة ونوضح كل ما يتعلق بالتبرع بالحيوانات المنوية بشكل كامل وسهل الفهم.
التبرع بالحيوانات المنوية هو عملية يتم فيها أخذ الحيوانات المنوية من شخص سليم، ثم حقنها مباشرة إلى رحم المرأة بطريقة (IUI)، أو بهدف تخصيب البويضة في بيئة المختبر (IVF)، ثم نقل الجنين المنتج إلى الرحم.
نظرًا لعدم وجود علاقة وراثية بين الطفل الناتج عن الحيوانات المنوية المتبرعة وزوج المرأة المتقدمة، قد يثير ذلك العديد من القضايا النفسية والأخلاقية. لذلك، يجب التفكير جيدًا قبل اتخاذ هذه الخطوة، والتأكد مما إذا كان زوجك قادرا على التكيف مع هذا الوضع أم لا.
عادة ما يوصى باللجوء إلى الحيوانات المنوية المتبرعة في الحالات التالية:
لكي يتم قبول المتبرع بالحيوانات المنوية، يجب أن يتسم بعدد من الخصائص والصفات التي تضمن جودة الحيوانات المنوية وسلامتها. من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في المتبرعين:
يُنصح بالامتناع عن القذف، سواء من خلال الاستمناء أو العلاقة الجنسية، لمدة لا تقل عن 48 ساعة قبل التبرع، وذلك للسماح للجسم بإنتاج كمية كافية من الحيوانات المنوية ذات الجودة المناسبة.
يتم جمع الحيوانات المنوية عن طريق القذف في وعاء معقّم يُوفَّر من قِبل بنك الحيوانات المنوية. غالبًا ما تتم هذه العملية في غرفة مخصصة داخل المركز الطبي لضمان الخصوصية والتعقيم، ولكن في بعض الحالات يمكن إجراؤها في المنزل مع الالتزام بتعليمات الحفظ والنقل. في حال تم الجمع في المنزل، يجب إيصال العينة إلى مركز التبرع خلال مدة لا تتجاوز 30 دقيقة بعد القذف، مع الحفاظ على العينة بدرجة حرارة الجسم — ويقوم بعض الأشخاص بذلك بوضع الحاوية تحت ملابسهم.
من المهم التأكيد على أن العينة لا تُجمع من خلال العلاقة الجنسية الفموية أو باستخدام المزلقات، لأن هذه العوامل قد تؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية.
قبل كل شيء، يتم الحصول على موافقة خطية من الزوجين المستلمين للحيوانات المنوية تفيد بموافقتهما على الإجراء. وبعد ذلك، يُختار المتبرع المناسب بناءً على خصائصهما الشكلية لضمان أكبر قدر ممكن من التشابه.
يمكن استخدام الحيوانات المنوية المتبرعة من خلال طريقتين رئيسيتين: التلقيح داخل الرحم (IUI) أو التخصيب في المختبر (IVF).
التلقيح داخل الرحم: في هذه الطريقة، يقوم الطبيب بمتابعة دورة الإباضة لدى المرأة بدقة، وقد يصف في بعض الحالات أدوية لتحفيز المبيض من أجل زيادة عدد البويضات المُطلقة. بعد تحديد وقت الإباضة المثالي، تُحقن الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم.
التخصيب في المختبر: في هذه العملية، تُحفَّز مبايض المرأة باستخدام أدوية خاصة لزيادة إنتاج البويضات الناضجة. بعد ذلك، تُستخرج هذه البويضات عبر إجراء جراحي بسيط وغير مؤلم غالبًا، ثم تُخصب بالحيوانات المنوية المتبرعة داخل المختبر. وفي المرحلة الأخيرة، يتم نقل الأجنة الناتجة إلى رحم المرأة لبدء عملية الحمل.
أغلب المراجع المسلمين، سواء من أهل السنة أو الشيعة، لا يُجيزون هذا الأمر، سواء تم التبرع مقابل مال أو مجاناً. ويرى بعض المراجع أنه لا يجوز إلا بشرط أن تطلّق الزوجة من زوجها، ثم بعد انتهاء العدة، تتزوج من صاحب الحيوانات المنوية. ومع ذلك، فإن بعض المراجع مثل السيد علي الخامنئي لم يُبدوا معارضة صريحة لهذا الموضوع.
تختلف التكاليف من بلد إلى آخر ومن مركز إلى آخر، يمكن أن يبدأ من مئات من الدولارات إلى أكثر من ألف دولار. ولكن هناك عوامل عديدة أخرى تؤثر على التكلفة النهائية، مثل:
المراجع:
https://www.hfea.gov.uk/donation/donors/donating-your-sperm/
https://aliftaa.jo/fatwa