تُعدّ عملية سحب البويضات من أهم وأبرز مراحل أطفال الأنابيب (IVF)، حيث تُجرى بهدف جمع البويضات الناضجة من مبيض المرأة وتخصيبها في المختبر باستخدام الحيوانات المنوية.
لا تقتصر أهمية هذه العملية على من يعانين من مشكلات في الخصوبة فقط، بل تشمل أيضًا من يرغبن في الحفاظ على فرص الإنجاب في المستقبل. فالنساء اللواتي يواجهن علاجات تؤثر على الخصوبة مثل علاج السرطان، أو من يخضعن لتحول جنسي، أو حتى من يرغبن في تأجيل الإنجاب إلى مراحل لاحقة من العمر، قد يلجأن إلى هذه التقنية للحفاظ على البويضات واستخدامها لاحقًا عندما تصبح الظروف ملائمة.
تشمل التحضيرات قبل العملية كما يلي:
تحفيز المبايض خطوة أساسية في عملية سحب البويضات، ويهدف إلى إنتاج عدد أكبر من البويضات الناضجة باستخدام حقن هرمونية مثل Gonal-f وMenopur. يبدأ التحفيز عادةً في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية ويستمر من 10 إلى 14 يومًا. تختلف الاستجابة حسب عمر المرأة واحتياطي المبيض، ويتم المتابعة عبر تحاليل وسونار لضبط الجرعة بدقة.
يتم مراقبة نمو البصيلات بالموجات فوق الصوتية المهبلية بعد أسبوع من بدء الأدوية، لتقييم عددها وحجمها، حيث يشير حجم 18 مم إلى جاهزيتها للسحب. تُستخدم أيضًا تحاليل دم لقياس هرمون الإستراديول، الذي يرتفع مع نضج البويضات، مما يساعد على تحديد توقيت الاستخراج بدقة.
تُجرى عملية سحب البويضات تحت تخدير خفيف، وتستغرق بين 10 إلى 30 دقيقة. تُستخدم الموجات فوق الصوتية لتوجيه إبرة رفيعة تسحب كل بصيلة. تُرسل البويضات فورًا إلى المختبر لفحصها. بعد العملية، تُراقب المريضة في غرفة الإفاقة لمدة ساعة تقريبًا مع إمكانية إعطاء مسكنات عند الحاجة. وعادةً ما يُسمح لها بالمغادرة في نفس اليوم، طالما أن كل شيء يسير على ما يرام.
بعد استخراج البويضات وتنقيتها في المختبر، يتم إما تجميدها، أو تخصيبها بوضعها مع الحيوانات المنوية طوال الليل، أو بحقن الحيوانات المنوية مباشرة في كل بويضة باستخدام تقنية الحقن المجهري. في اليوم التالي، يفحص الطبيب حالة البويضات المخصبة.
بعد العملية، قد تشعرين ببعض التقلصات أو انتفاخ البطن، وهذا أمر طبيعي نتيجة تحفيز المبيض. في الغالب، تختفي هذه الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام. يُفضل الراحة خلال أول 24 ساعة، وتجنب الأنشطة البدنية المجهدة.
قد ينصح الطبيب بتناول بعض المسكنات الخفيفة، وشرب كميات كافية من الماء. وأحيانًا تُعطى أدوية لمنع العدوى أو المساعدة في تثبيت بطانة الرحم استعدادًا لنقل الأجنة.
يوصى بتناول 3 بياض بيض يوميًا، والأطعمة المالحة والمملحة جيدًا. وفي المقابل، تجنّبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
رغم أن عملية سحب البويضات آمنة بشكل عام، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث، منها:
متلازمة فرط التنشيط هي واحدة من المضاعفات التي تستحق الانتباه، حيث قد يحدث تجمع للسوائل في البطن أو الصدر، مع زيادة الوزن السريع وأعراض تنفسية. لهذا، إذا شعرتِ بأعراض غير معتادة بعد العملية، من المهم التواصل مع الطبيب فورًا.
تُعتبر عملية سحب البويضات خطوة محورية في علاج العقم وتقنية أطفال الأنابيب، ووسيلة فعّالة أيضًا لحفظ الخصوبة للمستقبل. تبدأ العملية بتحفيز المبايض بأدوية هرمونية، ثم متابعة نمو البويضات حتى نضجها، ومن ثم سحبها تحت التخدير. تُخصب البويضات في المختبر أو تُجمّد، حسب الخطة العلاجية. رغم بساطة العملية نسبيًا، إلا أنها قد تسبب بعض الأعراض الجانبية المؤقتة مثل الانتفاخ أو التقلصات. في المجمل، فإن سحب البويضات إجراء آمن وفعّال، يزيد من فرص الحمل، ويمنح الكثير من النساء أملًا جديدًا في تكوين عائلة.
وغالبًا ما يكون بين اليوم العاشر والثاني عشر من بداية الدورة الشهرية، لكن التوقيت قد يختلف حسب استجابة كل سيدة للعلاج. لهذا السبب، من المهم جدًا الالتزام بالمواعيد المحددة من الطبيب بدقة.
لا داعي للقلق، فعملية سحب البويضات تُعد آمنة للغاية، وتُجرى تحت تأثير التخدير الكامل، لذا لن تشعري بأي ألم أثناء الإجراء نفسه. بعد الاستيقاظ، قد تعانين من بعض الأعراض الجانبية المؤقتة، مثل التقلصات الخفيفة، أو الانتفاخ، أو الشعور بعدم الراحة في منطقة الحوض، وربما نزيف بسيط أو إمساك.
تعتمد إمكانية حدوث الحمل الطبيعي مباشرة بعد عملية سحب البويضات على الظروف الفردية لكل حالة. في بعض النساء، قد يستمر التبويض بشكل طبيعي، ولكن هذا يُعد أمرًا غير شائع.
عادةً ما يتم إبلاغك بعدد البويضات المسحوبة في نفس اليوم، لكن يجب الانتظار بضعة أيام لمعرفة عدد الأجنة التي تم تكوينها.
المراجع:
https://www.pfcla.com/blog/egg-retrieval-process-what-to-expect
https://www.guysandstthomas.nhs.uk/health-information/ivf-treatment/step-2-egg-collection