تُعد فرصة الحمل بعد استئصال الورم الليفي من أبرز المخاوف التي تشغل بال العديد من النساء اللاتي يخضعن لهذا النوع من الجراحة. ومع ذلك، فإن الخبر السار هو أن كثيراً من النساء ينجحن في الحمل ويتمتعن بحمل صحي وآمن بعد الخضوع للعلاج المناسب.
في الواقع، تتأثر القدرة على الحمل واستمراره بعوامل متعددة، منها حجم الأورام الليفية وعددها وموقعها في الرحم، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمرأة ووضعها الهرموني. فكل حالة تختلف عن الأخرى، ولهذا من المهم المتابعة الدقيقة مع الطبيب المختص لتقييم فرص الحمل بعد الجراحة ووضع خطة علاجية مناسبة لكل حالة.
أظهرت الدراسات أن نسب الحمل بعد استئصال الورم الليفي الرحمي تتراوح ما بين 25% إلى 77%، ما يدل على تفاوت النتائج حسب الحالة الفردية لكل امرأة. ولكن أبحاث متعددة قد بينت تحسنََا ملحوظََا في الخصوبة لدى العديد من النساء.
من المهم الإشارة إلى أن بعض العوامل قد تؤثر سلبًا على فرص الحمل بعد الجراحة، مثل حجم الورم وموقعه داخل الرحم، وعمر المرأة، ووجود التصاقات في الحوض، والتاريخ الطبي السابق لحالات العقم غير المبرر.
تلعب خصائص الورم الليفي، مثل حجمه وموقعه داخل الرحم، دورًا مهمًا في فرص الحمل بعد الجراحة. الأورام تحت المخاطية تؤثر بشكل أكبر على الخصوبة، لكن استئصالها بالمنظار غالبًا ما يحسّن فرص الحمل. أما الأورام الجدارية وتحت المصليات، فغالبًا ما يكون تأثيرها أقل، ويعتمد على حجمها وعددها.
لا ينبغي التركيز فقط على الأورام الليفية عند تقييم فرص الحمل، إذ توجد عناصر أخرى تلعب دورًا أساسيًا، مثل عمر المرأة، وكفاءة المبايض، بالإضافة إلى نوعية الحيوانات المنوية لدى الزوج. فكل من هذه الجوانب يمكن أن يُضعف أو يُحسن فرص حدوث الحمل، ويجب النظر إليها بشكل شامل عند التخطيط للعلاج.
تُعد مهارة الجراح عاملًا حاسمًا في نجاح العملية، حيث تلعب خبرته ودقته دورًا كبيرًا في تقليل المضاعفات، والحفاظ على سلامة الرحم، وضمان إزالة الأورام الليفية بأقل ضرر ممكن للأنسجة المحيطة.
مرحلة ما بعد الجراحة تُعد من الفترات الحساسة التي تحتاج فيها المرأة إلى راحة ومتابعة دقيقة، حيث يحتاج الرحم إلى وقت كافٍ للشفاء التام بعد إزالة الأورام الليفية. خلال هذه الفترة، يبدأ الجسم في التكيف مع التغيرات التي طرأت عليه، كما يُمكن أن تتكون بعض الأنسجة الليفية أو الندبات، والتي قد تؤثر لاحقًا على قدرة البويضة على الانغراس في بطانة الرحم.
من المهم أن تأخذي في اعتبارك إمكانية حدوث تندب في الرحم بعد الجراحة. يمكن أن تؤثر الالتصاقات والندوب على قناتي فالوب، وبالتالي قد تزيد من صعوبة الحمل. لذلك، من الضروري أن تستشيري طبيبك حول فرص الحمل في المستقبل.
يعتمد توقيت محاولة الحمل بعد استئصال الورم الليفي على عدة عوامل مهمة، أبرزها نوع الجراحة التي أُجريت وحجم وعدد الأورام الليفية، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمرأة. فعلى سبيل المثال، بعد استئصال الورم الليفي بالتنظير الرحمي، يمكن التفكير في الحمل خلال 2 إلى 3 أشهر، نظراً لقصر فترة التعافي. أما في حالة استئصال الورم بالتنظير البطني، فيُنصح عادة بالانتظار من 3 إلى 6 أشهر، بحسب طبيعة الحالة. وفي الجراحات المفتوحة التي تتطلب شقاً بطنيًا كبيرًا، يُفضّل تأجيل محاولة الحمل لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، لإعطاء الرحم الوقت الكافي للشفاء التام وضمان بيئة مناسبة لنجاح الحمل.
إذا حدث الحمل مباشرةً بعد استئصال الورم العضلي، فقد يرتبط ذلك ببعض المخاطر مثل:
خطر عدم التئام الرحم بالكامل: قد يؤدي الحمل المبكر بعد الجراحة إلى مضاعفات بسبب عدم شفاء جدار الرحم بشكل كامل.
زيادة احتمال تمزق الرحم: خاصةً في حالات إزالة أورام كبيرة أو متعددة، ما قد يشكل خطرًا على الأم والجنين خلال الحمل أو الولادة.
يعتمد ذلك على عدة عوامل، مثل عدد وحجم وموقع الأورام الليفية، بالإضافة إلى نوع الجراحة المُستخدمة. في بعض الحالات، مثل إزالة الأورام الليفية تحت المصلية أو تحت المخاطية بالتنظير، تكون الولادة المهبلية خيارًا ممكنًا وآمنًا. أما إذا تطلبت الجراحة شقوقًا عميقة في جدار الرحم، فقد يزيد خطر تمزق الرحم، مما يستدعي تقييمًا دقيقًا لطريقة الولادة. يوصى بمراجعة تفاصيل العملية مع الطبيب، خاصةً عند توفر تسجيل للعملية، لتحديد الطريقة الأنسب للولادة وتقليل المخاطر المحتملة.
المراجع:
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC8645378/#:~:text=Myomectomy%20is%20found%20to%20significantly,available%20retrospective%20studies%20%5B3%5D.
https://fibroidspecialistuae.com/getting-pregnant-after-fibroid-removal-your-path-to-parenthood.php